Dr Georges Kallas, Doyen de la Faculté de l’information à l’Université Libanaise.
Initiative de TéléLumière pour discuter de l’injustice subie par Mgr Mansour Labaky, se basant sur la procédure administrative du procès d’accusation.
Emission télévisée, en direct, dirigée par:
Dr Antoine Saad, Secrétaire Général de TéléLumière et de l’Université de la Sagesse,
en collaboration avec Dr Youssef Saadallah el Khoury, Ancien Président du Conseil d’Etat,
et Me Antoine Akl, Président d’honneur de l’Union Internationale des avocats ,
et Dr Youssef Kamal el Hajj, Penseur et Professeur Universitaire
مارينوس… منحبّك
(إيلي إيلي أبو جوده)
من منا لم يشاهد فيلم « يسوع الناصري » أو Jesus of Nazareth الذي يروي لنا قصة حياة السيد المسيح، وإن كان فقط عبر تسليط الضوء على أبرز محطات ألوهيته على هذه الأرض؟
أذكر أول مرة شاهدت فيها هذا الفيلم وكان عمري لا يتعدّى الخمس سنوات، حين التأمت العائلة حول الشاشة الصغيرة يوم خميس الأسرار أو الجمعة العظيمة، وقد أشرف الفيلم على جزئه الأخير: محاكمة السيد المسيح ودرب الجلجلة. لم أقدر تمالك نفسي من الصراخ على « الأشرار » الّذين خضع لهم القدير وسلّم بعذاباته، كما قال المرنّم « كشاة تساق للذبح لم تفتح فاك ». فما كان مني إلا أن نظرت إلى أبي صارخاً: « بدّي كسّرن كلّن » إلا أن أبي ابتسم قائلاً: « إذا بتصلّي منيح وما بتزعلو ليسوع، بيرتاح كتير. وما تخاف، هوي أقوى منّن، مش ضروري نضرب حدا »
كبرت، وكبر معي مشهد « التسليم للعذاب » الذي كان ولا يزال بطله السيد المسيح، ولكم تمنّيت أن أكون ذاك القيرواني، فأشاطر سيدي وإلهي حمل صليبه، الذي لم يكن سببه أحد سواي. فأغضب نعم، وما ألذ طعم الغضب على النفس، عتاب الضمير وأنين الروح… نار مطهرية تنسكب في كياني، وتشعل غضباً يتحوّل إلى ثورة على الخطيئة، لم أقدر السير بها إلى النهاية حتى يومي هذا.
أنظر اليوم حولي، فأرى وجوه كل من آزروني في انحطاطي وثورتي، وكانوا وقود الروح لي ولكثيرين لمعاودة السير على خطى القيرواني. لا أرى هؤلاء فقط، بل أرى جلادين من كل حدب وصوب، يضربون بسوط حقدهم وجشعهم، علّهم يسقطون أحد « الثوار »، أحد دعاة السلام، لعلّ حجر يزاح عن كاهل مطامعهم المادية أو الإنتقامية… رقد السوط هذه المرة على أكتاف الثائر الأكبر، والمشاغب الأبرز وألدّ أعداء الضياع والفقر والتشرّد، رقد السوط على من كان هو نفسه عائلة مقدسة، تفتحت آلاف من البراعم طاول رحيقها أقطار الأرض، وصولاً إلي حيث كنت.
فإذا بي أعود إلى نعومة أظافري، إلى يوم كانت البراءة رفيقي الدائم، إلى ذلك النهار الذي أشعل في باطني رغبة عمياء بالدفاع عن سيدي المسيح، وأرى من حولي المئات والآلاف من الذين أكلوا من السمكتين والخمسة أرغفة، وقد أشعلهم غضباً مقدّساً رأس حربته إيماناً صاخب ببراءة تفوق التصوّر، براءة من كرّس مواهبه الترنيمية، الكتابية، الموسيقية والإنسانية من أجل الآخر… انشغل الأبونا بالآخرين كثيراً، لدرجة نسيان نفسه واضمحلال خوفه من أي خطر كان. ويا لعار الإنسانية التي انقلبت على حاميها، وحولت جشعها وأنهر حقدها لتصب على قدمي الأبونا.
أبونا، كم اشتقت لمناداتك، يا « مارينوس »… بحضورك بيننا كنت مثال تكريس الذات والمحبة المجانية، وبغيابك أضحيت مثال التسليم بآلام الجسد وآهات الروح. أما أنا، إيلي إيلي أبو جوده، طفلاً، مراهقاً وشاباً، أقول لك أني حفظت أمثولتي، وسأخوض امتحان المثابرة على الخير، والرهان على العناية الإلهية وإشعال الغضب المقدّس بنار لا تطفأ.
شأني شأن الآلاف يا أبونا، كلمة وحدة ما رح نقول غيرها: « منحبك »